eljoker
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

eljoker


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجامع الأموي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
karim
المدير
المدير



المساهمات : 598
تاريخ التسجيل : 03/01/2009
العمر : 33
الموقع : ttp://eljoker.forumalgerie.net

الجامع الأموي Empty
مُساهمةموضوع: الجامع الأموي   الجامع الأموي Icon_minitimeالثلاثاء يناير 20, 2009 1:45 pm

الجامع الأموي 80459743_e41ff31576

يتبوأ الجامع الأموي مكانة مميزة في تاريخ العمارة عموماً، وفي الفن الإسلامي على وجه التحديد، لخصوصية البناء وضخامته، ولغناه المعماري والتزييني، اضافة لكونه أهم المنجزات المعمارية في بداية الدولة الإسلامية، حتى اعتبره عفيف بهنسي إمام الأبنية، لأنه المنهل لجميع الأبنية التي عرفت بعده. واعتبره الباحثون أعظم المساجد، لرحابته وجمال نسبه المعمارية، وهو على حد رأي سوفاجيه، أول نجاح معماري في الإسلام.
يبلغ طول المسجد ۱۵۶ متراً، وعرضه ۱۰۰ متر. ويتألف من صحن عرضاني مكشوف تبلغ أبعاده ۱۲۱ متراً، وتحيط به من الشرق والغرب والشمال أروقة محمولة على أعمدة عالية، وفي الجنوب من الصحن يقوم الحرم الذي يبلغ طوله ۱۳۶ متراً وعرضه ۳۶ متراً، ويتألف من ثلاثة أجنحة ممتدة من الشرق الى الغرب يفصل بين كل منها صف من الأعمدة، ومن جناح معترض متوسط يصل بين المحراب وصحن الجامع، ويعلو الجامع جملون مرتفع وتتوسطه قبة النسر.
وللجامع ثلاث مآذن هي: المئذنة الشرقية وتسمى مئذنة عيسى أو المئذنة البيضاء ويبلغ ارتفاعها ۳۶ متراً، والمئذنة الغربية هندسها معماري عربي اسمه سلوان بن علي وفق اسلوب مصري ويبلغ ارتفاعها ۶۶ متراً، أما المئذنة الثالثة فهي مئذنة العروس والقائمة وسط الجدار الشمالي، وقد أقامها الوليد وطلاها بالذهب، وغدت في ما بعد نموذجاً للمآذن في سورية وشمالي أفريقية، ونقل طرازها الى الأندلس، وتعد أقدم مئذنة إسلامية ما زالت قائمة.
وللجامع أربعة أبواب هي: باب القوافين ويقع في الجدار الجنوبي، وباب البريد من جهة الغرب، وباب العمارة أو الباب الشمالي، وباب النوفرة وهو أكبرها ويقع الى الشرق وكان يسمى باب جيرون.
والى الشرق والغرب من الجامع أربع صالات، اثنتان من كل جهة يفصل بينهما أحد البابين، وهذه الصالات تعرف باسم المشاهد وهي: مشهد عثمان في الجهة الشمالية الغربية وهو الآن قاعة الاستقبال في المسجد، ومشهد عروة في الجهة الجنوبية الغربية وهو بيت الوضوء اليوم، ومشهد أبي بكر في الجهة الغربية الجنوبية واقيم فيه متحف الجامع حديثاً ثم مشهد الحسين في الجهة الشمالية الغربية وكان فيه رأس الحسين بن علي «ع» قبل أن ينتقل الى القاهرة.
وفي داخل الحرم أربعة محاريب وهي: محراب المالكية وكان اسمه في السابق محراب الصحابة لأنهم كانوا يصلون فيه ومحراب الحنفية، ومحراب الشافعية، ومحراب الحنابلة.
ويقوم في القسم الشرقي من الحرم قبر النبي يحيى وفوقه قبة، أما في صحن الجامع فكانت هناك ثلاث قباب: قبة الساعات في الجهة الشرقية، وقبة البركة في وسط الصحن وقد أزيلت في ما بعد، وقبة عائشة أو قبة المال في الجهة الغربية وهي تقوم على أعمدة من الطراز الكورنثي.
لقد أنفقت في بناء الجامع الأموي أموال عظيمة، وقال عمر بن الأنصاري، إن جملة ما أنفق عليه أربعمائة صندوق من ذهب في كل صندوق أربعة عشر ألف دينار. وقيل صرف ألف وسبعون ألف وثمانمائة ألف دينار وذلك في بناء واجهته، وكان ابتداء عمارته في سنة ستة وثمانين وكمل سنة ستة وتسعين هجرية، واجتمع في ترخيمه اثنا عشر ألف مرخم، وقد بني بأنواع الفصوص المحكمة والمرمر المصقول والجذع المكحول. ويقال ان العمودين اللذين تحت قبته اشتراهما بألف وخمسمائة دينار، وهما عمودان مجزعان بحمرة لم ير مثلهما، وقبته تسمى «قبة النسر» لعلوها، ويقال أن غالب رخام الجامع كان معجوناً، ولهذا اذا وضع على النار ذاب، وكان وسط المحيط الفاصل بين الحرم والصحن عمودان صغيران يقال انهما كانا في عرش بلقيس ملكة سبأ، ومنارة الجامع الشرقية القبلية هي التي تقدم ذكر نزول عيسى بن مريم«ع» منها كما قال ابن الوردي في «الخريدة». وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان: انها تسمى المنارة البيضاء وكانت ديدباناً للروم، وصيرت منارة، وبها يزعمون أنه توجد قطعة من الحجر الذي ضربه «موسى بن عمران»«ع» «فانبجست منه إثنتا عشرة عينا» سورة الأعراف .۱۶۰ وهي تعرف اليوم بمنارة عيسى«ع».
وذكر ابن كثير ان الوليد أنفق في بناء الجامع خراج الشام سنتين، وقيل انه أخذ ربع عطايا أهل دمشق تسع سنين، وكانت خمسة وأربعين ألفاً يستعين بها على عمارة الجامع. وفي رواية ان ما أنفق على الجامع كان أربعمائة صندوق في كل صندوق أربعة عشر ألف دينار، أي خمسة ملايين وستمائة ألف دينار ذهبي، وهو ما يذكره عبدالباسط العلموي الذي يقول: ان البناء تم على يد سليمان شقيق الوليد عام ۹۹ للهجرة. ولإعطاء فكرة عن تكاليف البناء تمكن ملاحظة ان التكاليف التي قدرت لإعادة بناء الجامع عقب حريق ۱۸۹۳ قدرت بسبعين ألف ليرة ذهبية عثمانية آنذاك.
وأقيم الجامع على أرض مقدسة شغلت بمعابد الديانات المختلفة التي تعاقبت على هذه الأرض عبر العصور التاريخية، وأول معبد معروف هو معبد حدد الآرامي وهو إله العاصفة السوري وقد ظل يعبد في دمشق ثلاثة آلاف سنة، وهو عند الرومان رب الأرباب، منزل المطر، بل وخالق الكون كله، وكانت تعبد معه رفيقته عترغيتس: الزهرة، وكان لهما وللآلهة الآخرين تماثيل في المعبد.
ومن المرجح أن المعبد أصبح يحمل اسم «معبد جوبتير الدمشقي» عقب سيطرة الرومان على دمشق، ولا يمكن التأكيد ان المعبد أصابه تبدل في بنائه الأساسي عقب هذا التحول مع انه تطور واتسع في عهد السلوقيين والرومان، ثم أخذ بالتدهور عندما تحول الى كنيسة.
ويتفق المؤرخون على أن المعبد، آنف الذكر، تحول الى كنيسة يوحنا المعمدان في عهد الامبراطور تيودوس الأول عام ۳۶۹ - ۳۹۵م، ويختلفون في تحديد مكانها من المعبد، مع وجود آراء تؤكد أن المعبد تحول الى كنيسة أواخر القرن الرابع الميلادي قبل أن يشيد الامبراطور الكنيسة. وتجمع كتابات المؤرخين على أن كنيسة القديس يوحنا المعمدان كانت قد تدهورت قبل الفتح الاسلامي، وعندما دخل خالد بن الوليد فاتحاً أقام الصلاة في الزاوية الجنوبية الشرقية ليس بعيداً من الكنيسة، فصلى فيه الصحابة باتجاه القبلة فكان هذا أول مسجد في الشام، وقد أقيم أول محراب ما زال يحمل اسم الصحابة أو اسم الحنابلة، وقد حول المسلمون في ما بعد الجزء الشرقي الى المسجد فكان المسلمون والنصارى يدخلون من باب واحد، وهو باب المعبد الأصلي الى جهة القبلة، فينصرف المسلمون الى جهة الشرق والنصارى الى جهة الغرب.
وتختلف الروايات التي تبحث عن كيفية تحول الكنيسة الى مسجد، إلا أنها تتفق جميعاً على أن أخذ النصف الغربي من الكنيسة كان لقاء تعويض الى النصارى بالكف عن أخذ كنائسهم الأخرى الواقعة في المنطقة التي فتحت من دمشق حرباً. وهي كنيسة حميد بن درة. وكنيسة أخرى حيث سوق الجبن، وكنيسة مريم وكنيسة المصلبة.
ويعتبر المسجد الأموي من أهم الآثار التاريخية العربية، وهو كذلك بالنسبة الى تاريخ التصوير، فقد احتفظ الى يومنا هذا ببعض رسوم الفسيفسائية المعروفة في العالم وأرقاها، وقد أثارت هذه الرسوم، وبالتحديد المعمارية المرسومة، جملة من الآراء المتباينة، ذلك انها تكشف عن طرز معمارية مختلفة، إلا ان الجغرافي العربي المقدسي، كتب يقول: «ان من العسير أن تكون هناك شجرة أو مدينة مشهورة لمتصور على تلك الجدران».
وقد كشفت هذه الرسوم عن صنعة عالية ومهارة كبيرة، ودرجات لونية متنوعة. ومن الجدير بالذكر أن مرغيت فان برشم قامت بتحليل دقيق للألوان فوصلت الى حقيقة ان تسعة وعشرين لوناً مختلفاً على الأقل قد استعملت في التصوير وأنها تشمل ثلاث عشرة درجة من اللون الأخضر وأربع درجات من اللون الأزرق والذهبي وثلاث درجات من اللون الفضي.
ولعل المشهد الشامل على الجدار الغربي هو المعجزة الرئيسة الباقية من زخرف المسجد، ونشاهد مجموعات عدة من مباني ذات طرز مختلفة، تقع بين ثمانية أشجار ضخمة، وبالقرب من متسع مائي أشبه بنهر يجري في شكل واقعي، ويستطيع المرء هنا، وفي مكان آخر أن يميز بين ثلاثة أنواع من العمائر: أولها القصور المزخرفة بأقراط المؤلفة من طابقين، وهناك البيوت الصغيرة، والأشجار والأوراق الزخرفية. وقد ظلت المباني المرسومة في هذا المشهد على الجدار الغربي من رواق المسجد الأموي، حديث الباحثين، وشغلت الكثير من دارسي القيم الفنية المتمثلة في هذا الرسم الفسيفسائي. ومعظم الكتابات أفاض في الوصف الأدبي في حين أن الرسم يملك من الغنى اللوني والشكلي مما يدفع الى البحث في خصائصه. ومن المؤكد أن هناك الكثير من الرسوم التي لا تزال مجهولة، ذلك أن القيم التشكيلية والتقنية العالية التي يطرحها هذا الرسم تجعلنا على ثقة بوجود حركة فنية فسيفسائية ينتمي اليها هذا الرسم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eljoker.forumalgerie.net
 
الجامع الأموي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
eljoker :: ذاكرة العالم :: تراث من التاريخ-
انتقل الى: